تعتبر المحميات البحرية القومية السودانية موطناً لأكثر الحيوات البحرية تنوعاً في العالم، بما في ذلك الأنواع المهددة بالانقراض من أسماك القرش السلاحف البحرية والدلافين وبقر البحر والشفانين وسمك الأسد وغيرها من الأحياء البحرية النادرة. وبهذا الثراء اللامتناهي والمناظر الخلابة تحت الماء فقد اشتهرت المحميات البحرية السودانية على مستوى العالم بأنها من أفضل مواقع رياضة الغطس في العالم.
وتقديراً لتفردهما ككنزين من كنوز الثراء البحري المتميز أنشأت حكومة السودان محميتين طبيعيتين قوميتين بالبحر الأحمر هما محمية جزيرة سنقنيب للشعب المرجانية القومية ومحمية خليج دنقناب القومية و جزيرة مكوار للمساعدة في حفظ وصون وإدارة الموارد البحرية السودانية المتفردة على نطاق العالم.
وقد صنفت كل من محمية جزيرة سنقنيب للشعب المرجانية القومية والمحمية القومية بخليج دنقناب و جزيرة مكوار كمواقع تراث عالمي وذلك في يوليو من العام 2016.
جزيرة سنقنيب هي أول محمية بحرية قومية تصنف في الجريدة الرسمية "الغازيتة" في السودان وذلك في العام 1990. وهي الجزيرة المرجانية الوحيدة بالبحر الأحمر، وبها الشعب المرجانية الأكثر تميزاً في البحر الأحمر كله. وترتفع شعابها من أرضية البحر إلى نحو 800 متر.
وتعرف سنقنيب في أوساط هواة رياضة الغطس بأنها أفضل مكان للغطس في العالم. وتشتهر سنقنيب بالحياة البحرية الغنية والمناظر التي تحبس الأنفاس تحت الماء. وتعتبر الجزيرة موطناً لأكثر من 300 من أنواع الأسماك المختلفة، من بينها أنواع عديدة من الأسماك النادرة مثل أسماك القرش والدلافين والسلاحف البحرية وأنواع عديدة أخرى من اللافقاريات.
وتعتبر سنقنيب مثالاً مدهشاً (ربما الأفضل في المنطقة كلها) للشعب المرجانية في المياه العميقة بالمنطقة الوسطى للبحر الأحمر، وتوجد بها أكثر من 124 نوع من أنواع الشعب المرجانية ذات الألوان المتعددة ما يجعلها بمثابة قبلة هواة الغطس والتصوير على مستوى العالم نظراً لصفاء مياهها. وقد أعتبرت مكاناً ذا أهمية خاصة من قبل علماء الأحياء البحرية من السبعينيات، وتم تحديدها كموقع تراث عالمي محتمل منذ الثمانينيات.
يقع موقع المحمية القومية في خليج دونقناب وجزيرة مكوارعلى بعد 125 كلم شمالي بورتسودان. ويشتمل الموقع على نظام بالغ التنوع من الشعب المرجانية والمانجروف وقيعان البحار العشبية والشواطئ والجزر المرجانية. يوفر المواقع بيئة طبيعية للعديد من أنواع المخلوقات البحرية المدارية النادرة والأكثر تنوعاً، بما في ذلك الطيور البحرية والثديات البحرية والأسماك وأسماك القرش والسلاحف والشفانين البحرية إضافة إلى عدد هائل من أنواع بقر البحر. يحتوي الموقع على العديد من الظواهر الرئيسية، بما في ذلك المداخل الساحلية عند خور ويس وخور شناب وشبه جزيرة روايا إضافة إلى خليج دونقناب الضخم ذو المياه الضحلة وجزيرة مكوار، أكبر الجزر السودانية على البحر الأحمر بجانب العديد من الجزر الصغيرة غير المأهولة. هنالك درجة عالية من التنوع الأحيائي والبيئات البحرية داخل المحمية، بما في ذلك تنوع هائل من الشعب المرجانية والخلجان والنباتات البحرية والقنوات البحرية والشواطئ الرملية والصخرية. وتعتبر المحمية كذلك موطناً للعديد من الأنواع المهددة بالإنقراض، بما في ذلك أسماك القرش وأعداد ضخمة من الشفانين البحرية والحيتان.كذلك فإن المحمية تأوي أعداداً وأنواعاً عديدة من الطيور البحرية وتشتهر بأنها "منطقة هامة للطيور"